هي فاطمة الزهراء بنت محمد عبد الله رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) و أمها السيدة خديجة بنت خويلد أول من أسلم ..
قد فاح أريج زهرة في أشرف بيت في قريش يوم قدوم مولودة جديدة في غاية الوضاءة و الحسن لأشرف زوجين على وجه الأرض و كان ذلك قبل بعثة الرسول (صلى الله علية وسلم ) بخمس سنوات و كان النبي (صلى الله عليه و سلم ) ابن الخمس و ثلاثين و كانت آخر بناته مولداً و أحبهن إليه حتى إنها كانت تكنى بأم أبيها .
و بينما كانت تخطوا نحو الخامسة من عمرها أذن الله بميلاد فجر جديد على العالم ألا و هو نور الإسلام و لم تدرك الطفلة الصغيرة في بادئ الأمر التحول الذي حدث في حياه أبيها و لكن سرعان ما أحست بالعداء الظاهر لأبيها من قبل قريش ،و مع اشتداد أذي قريش للنبي (صلى الله عليه و سلم ) أذن للرسول بالهجرة للمدينة المنورة .
و كانت فاطمة تخطوا نحو الثامنة عشر آنذاك و كانت يومئذ شابة وضيئة أقبل عليها الخاطبون و كانت من نصيب فارس الأمة المقدم على ابن أبي طالب (كرم الله وجهه)و كان مهرها (صداقها) درع من حديد و لما زوج الرسول (صلى الله عليه و سلم ) علياً فاطمة كان فيما جهزت به سرير مشروط و وسادة من أدم حشوها ليف و تور من أدم و قربة.
و هكذا زوجت بنت خير البشر دون ضجة و لا مغالاة و هي حسباً و نسباً و شرفاً ألا فلتنظر بنات المسمين اليوم فعلهن و فعل أوليائهن في الزواج و لتقارن مهورهن بمر الزهراء (رضي الله عنها ).
دخلت الزهراء بيت على بن أبي طالب (كرم الله وجهه)فقامت على شؤونه أحسن المقام متحملة شظف العيش و صابرة محتسبة و قد رزقهما الله الحسن و الحسين و زينب و أم كلثوم
و كانت فاطمة (رضي الله عنها ) شديدة الطاعة لزوجها مع ما كان به من شدة عليها ، حتى إنها اشتكت ذلك للنبي (صلى الله عليه و سلم ) ، و انطلق على بأثرها فقام حيث يسمع كلامها ، فشكت للنبي (صلى الله عليه و سلم ) غلظ على وشدته عليها فقال :" يا بنية اسمعي و استمعي و أعقلي ، إنه لا امرأة بامرأة لا تأتي هوى زوجها " و هو ساكت .
قال على : فكففت عما كنت أصنع ، و قلت : و الله لا آتي شيئاً تكرهينه أبداً.
واصلت فاطمة حياتها في بيت على هانئة مطمئنة ، و كانت تشعر بالسعادة كلما نظرت إلى أولادها و تطلعت إلى زوجها الفارس المقدام الشجاع ، بالرغم من فقرزوجها و ضيقذات يده ، إلا إنها لم تشعر يوماً بالنقص و لا بالرغبة في متاع الدنيا أنها عليها السلام كانت تعلم علم اليقين إن الدنيا عرض زائل و أنها دار من لا دار له .
و كانت فاطمة (رضي الله عنها ) أكرم أهل النبي (صلى الله عليه و سلم )و كان يحبها حباً جماً و إذا أقبلت عليه قام و سلم عليها و قبلها و أجلسها في مجلسه و كذلك كان النبي (صلى الله عليه و سلم ) يحب الحسن و الحسين .
و حين مرض النبي (صلى الله عليه و سلم ) مرضه الذي قبض فيه كانت نساؤه يجتمعن عنده ، فقالت عائشة رضي الله عنها : " أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها النبي (صلى الله عليه و سلم )
فقال النبي (صلى الله عليه و سلم ) : مرحباً يا أبنتي ، ثم أجلسها – ثم أسر إليها حديثاً فبكت ثم أسر إليها حديثاً فضحكت .
و لم تفشي سر النبي (صلى الله عليه و سلم ) حتي قبض النبي (صلى الله عليه و سلم )
فقالت أن ما أبكاها قال لها أبيها (صلى الله عليه و سلم ) : "أسرّ إليّ أن جبريل كان يعارضني القرأن كل سنة مرة و إنه عارضي العام مرتين و لا أراه إلا حضر أجلي ، و إنك أول أهل بيتي لحاقاً بي "
و ما أضحكها أن رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) قال لها : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة – أو نساء المؤمنين.
و لم تر مبتسمة بعد وفاه الرسول (صلى الله عليه و سلم ) من شدة حزنها .
و توفيت رضي الله عنها بعد ستة أشهر من وفاه النبي(صلى الله عليه و سلم ) و كان عمرها ثمان و عشرين سنة ..
فسلام على سيدة نساء العالمين و بضعة خير المرسلين